مراجعة مسلسل Squid Game 🦑

مُكالمة هاتفيّة، تُجيب بنعم أم بلا، مُكالمة واحدة كفيلة بتغيير حياتك للأبد، دعوة مجهولة للانضمام إلى لُعبة الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، لُعبة مختلفة فعواقبها وخيمة جدًا، تنافس جماعي في لُعبة يقول فيها الجميعنفسي، نفسيتلك هي لعبة الحبّار 🦑.

التضحية أمر وارد في حياتنا في مختلف المراحل، ولكن بعض التضحيات حينما تكون قادمة من شخص ليس لديه ما يخسره تكون بتأثير أقوى، لأنه يدخل من أجل كل شيء أو لاشيء.

الديون أمر مؤرق، لا تدعك تتقدم ولا تستمتع، فأنت تسعى للتحصيل جاهدًا ثم ماتلبث أن تُعطيه لمُحصلّي ديونك، فلم تلبث معك ليلة ولا ضحاها، أشبه بمن يجمع مالًا ثم يحرقه، ولكنّه لا مفرّ من ذلك.

فكرة المسلسل مُختلفة، الكتابة فيه جميلة، فيها تحدّي، فيها بعض من الصعوبة، تتوقّع شيء ويحدث شيء مُختلف، يجعلك مُتحمّس لرؤية ما ستؤول إليه الأمور، ليس شيئًا مُعتاد، الألعاب فيه ممتعة، والأجواء التي خلقوها لذلك جعلت منها ذات مكانة، بدؤوا بخلفيّة كبيرة وتحضير كبير ممّا جعل الأمر ضخم فعلًا وممتع.

تصميم على نطاق واسع من حيث الألعاب والأزياء والفكرة، دخول الشخصيات في فترات مُختلفة، ليس بالقصير المُخل ولا الطويل المُمل، ممتع بطريقتهم وإخراجهم وتصويرهم للألعاب والأحداث.

وددت لو كان أكثر صعوبة، بحيث يُعقدون الأمر أكثر وأكثر وتكون فيه العديد من اللحظات العبقريّة التي تتطلّب شخص للتفكير خارج الصندوق، ذكّرني قليلًا ببريزون بريك ولكن لم يكن بنفس الصعوبة المُثيرة ولكن يظلّ مُمتع.

تحوّل بعض الشخصيّات من شيء لشيء آخر كان مقبولًا فيما عدا بعض الشخصيّات التي كان تحوّلها سريعًا ولم يكن مهضومًا أن يكون بتلك السرعة.

مكتوب بعناية من ناحية الإثارة، أحسنوا في كتابة القصّة والألعاب والتحويرات التي فيه، مبدعين الكوريين في كتابة النصوص والقصص.

الحلقة السادسة هي الأفضل على الإطلاق، ممتعة بفكرتها وكيف آلت إليه الأمور، المسلسل يحرّك لحلقة تلوى الأخرى، أنهيته في جلستين، نهاية جميلة.

من الأمور الجميلة أنهم غطوا جميع جوانب القصّة وأعطوا كل شخصيّة حقها.

السنة الأولى في برنامج الإقامة (Residency) 🥼

حمدًا لبارئ الأنام ثم الصلاة والسلام، ما ناح في دوحٍ حَمام، على الرسول العربي، وآله وصحبه، ومن تلا من حزبه، سبيلهُ في حُبّهِ، على ممر الحِقبِ، أما بعد ..

فيما يلي سأتحدث عن سنتي الأولى في برنامج الإقامة كاملة وبأدقّ التفاصيل، سأحاول التحدّث عن تجربتي الكاملة وبصورة بسيطة على أمل بأن لا تكون بالقصيرةِ المُخلّة ولا بالطويلةِ المُملة، سآخذ من كل بستان زهرة ومن كل بحر قطرة، سأتحدّث عن قصّتي وتجاربي، سأذكر بعض النصائح المهمة، سأخوض معكم الأسئلة والأجوبة لكل من هو مُقبل على مرحلة الإقامة أو من يُمارسها حاليًا ، سأتحدّث بإذن الله عن ما يؤرق مضجع الجميع، اختبار الجزء الأوّل وطريقة الإعداد له والترتيب وعن كل شيء يدور حوله، كما سأخوض الغِمار وأقف إلى جانبكم في مختلف المراحل في البرنامج، وما يتخلّلها من صِعاب ومشاق، وكيف أنّك لست وحدك من سيمرّ بذلك، من أجل ذلك وددت مشاركتكم، لأنّي وجدت نفسي لست الوحيد الذي مرّ بذلك ولكن قلّما نجد من يتحدث عنها لانشغالهم في أمور الحياة والبرنامج وغيرها، سيكون الحديث عن برنامج الإقامة بشكل مُبسّط وشامل، سأضع سنة كاملة بين يديكم وفي سطور، فأنا بطلُ قصّتي وأنت بطل قصّتك، هدفي الأول هو أن أساعدك في فهم ما ينتظرك، ففي حالتي وددت لو كان هنالك شخص يروي حكايته حتى أتكئ عليها وتُعينني، ها أنا أترك هذه الرسالة لأكتافكم مُتكأً، بإذن الله سيُفيد كلامي الجميع “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.” أسميت حكايتي بـ

“مِن أين تُؤكل الكتِف؟”

مراجعة مسلسل The Office 👔

موظفو شركة بمسمى اعتيادي ولكن بتصرفات غير اعتيادية، يعيشون كل يوم بيومه، لكل شخص منهم تعريفه الخاص للعمل، منهم من يعمل للمال فقط ومنهم للوجاهة والمنصب، ومنهم للصداقة، ومنهم من لا يُعرف سبب وجوده، قصّة شركة دندر مفلن للأوراق برحلة مُمتعة، تساوي سُرعة الضوء 👔

بيئة العمل أشبه بالعائلة، ولا أُبالغ حينما أقول أن بيئة العمل في الكثير من الأماكن هي أهمّ من العمل نفسه، حينما تعمل في بيئة مريحة، مُعطيه، بيئة تحترمك وتُعطيك تقديرك، تأتي فيها كل صباح مُبتسم وشغوف، تُريد ان تعطي من وقتك لها وأن تُضحي من أجلها، والعكس بالعكس تمامًا.

قضيت رحلة ممتعة جدًا معهم على الصعيد الشخصي، كانوا رُفقائي في سنتي الأولى من برنامج الإقامة في التخصّص، كانوا مُتنفّسي، رَوحي وارتياحي، أعود مُحمّلًا بالكثير ومُنهكًا، وكانوا يُزيحون ذلك عنّي ولو بشكلٍ مؤقّت، عشرون دقيقة كافية بالتّربيت على كتفي.

في المسلسل صداقات مُتنوّعة، وبأحداث ومواقف مُختلفة، أكثر ما يُعجبني هو عمق الرومنسية فيه بينما هو كوميدي، في كثير من اللحظات هلّت دمعاتي لمواقف كسرتني، البيئة التي خلقوها فريدة.

يحمل الكثير من المعاني، تحدّث عن جوانب عدّة بقالب كوميدي دون أن يكون صريحًا في ذلك، في العديد من المواقف تشعر بأنهم يُحدّثون قلبك، وكأنهم يعلمون ما تشعر به، واسوني كثيرًا في أمور حياتي، وسهّلوا علي بعضها الآخر.

في المسلسلات الطويلة والكوميدية منها بالذات، لا تستطيع تحديد عيوب شيء دون الآخر، إلّا لو تحدث عنها موسم بموسم، لكن في هكذا مراجعة بعد مشاهدة ٩ مواسم، تُغطّي هذه المواسم الجميلة مساويء بعضها، فلا تلبث لك إلّا صورتها العامّة.

الشخصيات مميّزة جدًا، ببُعدها وبطريقتها وباحتفاظها على مكنونها طيبة المواسم، سيظلّون معي لفترة طويلة ولن أنساهم، لكلِ شخص منهم ما يميّزه دون غيره، فلا تملّ منهم، لا تستطيع استثناء أحد دون الآخر، ربما الأبرز هم جيم وبام ودوايت، هؤلاء هم القمّة بالإضافة إلى مايكل، لا أريد الدخول في التفاصيل فهنالك من لم يشاهده بعد -أغبطك على ذلك- ولكن هؤلاء، فعّلوا سحرًا لا تراه في أماكن أخرى.

علاج لهجمات الحُزن وضيقة الصدر، الفكرة، الطريقة، التقديم، علاقتهم ببعضهم، الصداقة والشحناء، حفاظهم على أبعاد كل شخصية، ترابط القصص، مداورة الشخصيات، التنوّع، غير ممل أبدًا أبدًا أبدًا، لا أذكر بأني شعرت بالملل في أي من حلقاته.

ليس بالسهل أن تخسر رؤوس وقامات المسلسل وتستمر دون أن يتأثر ولكنهم فعلوا ذلك.

وفي الختام المعروف لا يُعرّف ومهما تكلمت عنه سأظلّ مُجحفًا، لم أتطرق بأكثر من ذلك مخافة إفساد شيء على من لم يتابعه

حزين بأنه انتهى

مُذكّرة السيرة الذاتيّة والمُقابلات 🔖

أقدّم لكم هذه المُذكّرة الفرعية المُستخرجة من الملف السابق (دليل الامتياز الشامل) خاصّة فقط بـ

{ السيرة الذاتيّة والمُقابلات الشخصيّة }

تجدون فيها العديد من المواضيع المُهمّة المُتعلّقة بالسيرة الذاتيّة والمُقابلات الشخصيّة والالكترونية، شرح للسيرة خطوة بخطوة، وبأكثر من ١٢٠ سؤال وجواب للمُقابلات، المواضيع مثل:

١- طريقة عمل السيرة الذاتيّة، مع النصائح
٢- مثال للسيرة الذاتيّة مع الشرح
٣- الأسئلة الأكثر شيوعًا في المُقابلات
٤- والأقل شيوعًا مع أسئلة الأخلاقيّات
٥- نصائح مهمّة لعمل السيرة والمُقابلات
.. وغير ذلك الكثير.

*تجدون كل المواضيع في الفهرس.

[ وفّقنا الله وإيّاكم لما يُحبّه ويرضاه ]

ألا يا أرض ابلعي ما عليكِ ⛏️

DJ3RN6cW0AAVsqq

أوصَل هاتفه بالشاحن وقال في نفسه: “غدًا أجمل” ثم أغلق عيناه وغطّ في سُباتٍ عميق، استيقظ صباحًا بابتسامة تعلو مُحيّاه، فها قد أشرقت شمس يوم جديد وتحدي آخر، اليوم سيصنع من نفسه شيء، اليوم موعد اللقاء مع المدير الجديد، استيقظ بنشاط وحيوية حتى أنه أفاق ليوقظ المنبه وليس العكس، فمنبه ساعته لم يهتز حتى الآن، همّ بالنهوض ورفس غطاء سريره كليثٍ يعدو خلف فريسته، ووضع قدماه طارقًا على أرضيّته الخشبية، معلنًا عن بداية يومه.

مد يده لهاتفه إلّا أن الشاشة لم تُضئ! بدأ الخوف يُخالجه، اقترب من هاتفه أكثر وأمعن النظر بعينٍ واحدة فعينه الأخرى لم تفتح أهدابها بعد، إلّا أن كل ما يراه هو انعكاس وجهه على الشاشة، بدأ ينتبه ان محيطه ليس كسابق عهده، فضوء الشمس أقوى! والغرفة أوضح من سابق أيّامها! صوت العصافير أقلّ إزعاجًا من ذي قبل! مهلًا كم الساعة! لِمَ هاتفي لا يعمل!

فرفع بصره ليرى بأنه نسي أن يضع المِقبس على وضع التشغيل، ورفع رأسه لساعة حائطه وإذ بها تُشير على السادسة والنصف، وعلى رأس دفتر مهامه لقاء مع المدير الجديد في يومه الأول في الساعة السابعة والنصف، فشهق شهقة فزّ بسببها قطّه السمين ذو الأعين الغائرة بلّوط، وكادت عيناه أن تخرج من محاجرها، فالعين المغلقة قد انفتحت على مصراعيها بل أنها جَحُظت، قفز وأصبح كمن يجري في الهواء، أرضه الخشبية تنظر إليه بإعجاب فهو يمشي دون أن يطأ عليها، أصبح يسبح في الجو.

الكثير يدور في رأسه فهو لا يعلم أي الأعمال يُبدي أولًا، اتجه لغرفة ملابسه ليرتدي حُلّته وبينما هو في طريقه قرّر أن يخلع بنطاله كي يُسرّع من عملية التغيير إلّا أنه وقع طريح الأرض والتقى بالأرض الخشبية مرة أخرى فقالت الأرض في نفسها (ما طار بشر إلّا وكما طار وقع) أهلا بك مرة أخرى يا مالكي.

أخرج ملابسه إلّا أن أحد جواربه مفقود فأخذ أقرب شيء تصله يداه، وارتداهما على عجل وعينه على الساعة فقد مرّت أربع دقائق، ففزّ مرة أخرى وأصبحت أصوات قدماه تُسابق عقارب الساعة دخل لدورة المياه ليغسل وجهه ويُسرّح شعره نظر إلى الفرشاة والمعجون بعين وعينه الأخرى على الساعة وها قد أصبحت السادسة وأربعون دقيقة فتنازل عن الفُرشاة والمعجون، عاد مسرعا ليلتقط هاتفه عالمًا بأن أعضاء إدارته سيتصلون عليه في هذا اليوم المهم، إلّا أنه لم يعمل بعد، لازال هاتفه جائعًا، وحينما أراد أن ينهض ليُكمل ما تبقى، وطأت قدمه على السلك فنزعه من رأسه، فاستشاط غضبًا، فصرخ صرخة بائس أيقظت بلّوط مرة أخرى والذي كان لتوّه قد عاد لنومه.

ذهب لطاولته لأخذ أوراقه ليضعها في شنطته فوجدها جميعا مرتبة ومصفوفة في الحقيبة لتتراقص عيناه فرحا وكأنهما يتهامسان أخيرًا شيء جميل لهذا البائس، سحب حقيبته ولم يغلقها جيّدًا فوقعت أوراقه وتناثرت لتنظرعينٌ لأخرى وتقول لها “هذا بفعلتِك ياجارتي” قام بجمعها وحينما وضعها انهمرت الأصوات من هاتفه كوابل من الحجر الغليظ، اشتغل هاتفه ولم يسكت حتى وصل له ليرى إشعارات كثيرة والعديد من علامات الترقيم وأكثر ما ورد فيها علامات الاستفهام فمُساعد المدير يسأل أين أنت؟ وأين القهوة والكعك؟ ألم تتتكفل بإحضارها؟ فضرب على جبيه بصوتٍ قفز له بلّوط مُرتاعًا والذي قرر أن يحمل نفسه ويغادر هذا المنزل.

ركض يقفز درجات سُلّمه ليصادف في منتصفه جارته والتي بلغ بها العمر عِتيًا، تريد حمل صندوق قد وصلها من حفيدها، حاول أن يغضّ الطرف لكيلا تنتبه عليه وتناديه لمساعدتها وقد فعل ذلك بالفعل، إلّا انها لمحته وطلبته ولكن لم يُجب ثم صرخت إلا أنه كالذي لا يرى لا يسمع لا يتكلم، حتى وصل في ثواني إلى نهاية العمارة، عبر بجانب البوّاب دون حتى أن يُكمل ابتسامته له.

هاهو هاتفه يرن والساعة السادسة واثنان وخمسون دقيقة، وصل لسيّارته وقال في نفسه سأقتل نفسي إن كان هنالك إطار مثقوب، ولكن لحُسن حظّه إطاراته كانت سليمة، وهَمّ لفتح باب سيارته فأتى طيرُ عابر يداعب نسمات الهواء فأنزل عليه حمولة طيّبة وطازجة، لتقع على مُقدمة قميصه وبعض منها على وجنته، يريد أن يبكي ولكن لا وقت لذلك، أدار مُحرك سيارته ولم يشتغل، فابتسم بعبوس، أدار المحرّك مرة اخرى فاشتغل.

انطلق على الطريق يصرخ على القاصي والداني، انطلق مسرعًا وبوق السيارة لم يتوقف، يُسرع ويكبح فرامله ثم يُسرع مره أخرى، عادم سيارته خلق سحابًا كبيرًا حتى أنه قيل في ذلك اليوم أن ثقب الأوزون توسّع بمُعدّل أكثر من الطبيعي، اتصل على محل القهوة الذي بجانب الشركة ليُعدّ القهوة والحلويات مسبقًا ثم أغلق الهاتف، هاهو يتصل مساعد المدير مرة أخرى أين أنت؟ الجميع بانتظارك، ها أنا قادم ها أنا قادم هكذا يقول، أغلق الهاتف والساعة أصبحت السابعة وثمان دقائق.

علِق بزحام مروري ولم يبق مكان في ديكور مركبته إلّا وقد ضربه بلكمته، حتى أنه أراد النزول وحمل سيارته بيديه ليتخطى هذا الزحام، أصبح لا يريد الوصول، يريد فقط أن يتخطى هذا الزحام حتى يستطيع إيقاف مركبته ويذهب على قدميه، أتت رسالة نصية للهاتف وارتعد ظنا منه بأنها من مساعد المدير فوقع الهاتف في الزاوية الضيقة بين مرتبة السائق والديكور الذي في المنتصف، واستغرق وقتا حتى أخرجه، وإذ بها رسالة ترويجية لأحد الغسّالات الإلكترونية، فصاح بأعلى صوته، حتى أن بلّوط رفع رأسه وهو على بُعد أميال خارجا من المنزل.

فك الزحام قليلًا ليجد مكانا فأوقف فيه مركبته ونزل راكضًا بتلك الأجواء الحارّة، وصل إلى المحل ليرى صفًا طويلًا، وتخطّاه ليصيح عليه شخص قائلًا “ألا حترم وقوفنا!” لم يُعره اهتمامًا فلم يتبقّى سوى عشر دقائق، صاح الرجل مرة أخرى وخرج من صفه ليفتعل شجارًا ويشتبك معه بصوته أولًا قبل أن يدفعه أرضًا، نهض من الأرض قائلًا لقد طلبت سابقًا ياصاح! دعني في حالي، فاعتذر منه الرجل الغريب وعرض عليه أن يدفع قيمة مشترياته، إلا أنه لم يجد وقتًا حتى يتناقش معه.

أصبحت الساعة السابعة وخمس وعشرون دقيقة، وهاهو لا زال يُسابق الزمن حاملًا كيس حلويات وبيده الأخرى طابقين من القهوة والذي قد انسكب بعض منه على الغطاء بسيب تمايله أثناء المشي، وصل لباب الشركة، ثم دخل ووقف أمام المصعد ينتظر قدومه وهاتفه يرن إلّا انه لا يستطيع الرد وهو حامل كل هذا، تأخّر المصعد فذهب للسلالم وصعد عشرة طوابق، فتح الباب قبل يُصبح عقرب الساعة على السابعة والواحد وثلاثون.

وصل لاهثًا بملابس لا تليق بموظف، وصل إلى الإدارة حيث الأعين جميعها عليه، ترمقه من الأعلى للأسفل، شعر متطاير، ملابس يكسوها الغبار وبقعة الطير لم تزل، جزء من قميصه خارج بنطاله، أحد الجوارب يختلف لونه عن الآخر، وجهه أشحب وشفاه يابسة كشقوق طينية فوق صحراء جرداء، أخذ يلتفت يمنة ويسرة، ألم يأتي المدير الجديد بعد، فأومئ زميله بلا، فقال من ثِقل ما على كاهله ومما مرّ عليه بيومه، فقال بصوتٍ عال: “هكذا هم المدراء يُحرّكون الوقت بطوعهم ولا يجرون خلفه بل نحن الضُعفاء من يجري خلفه” وإذ بالمدير يظهر من خلفه، فانصرع واقفًا كمن رأى ظلّه يتحرّك! حتى دكّ العرق أسنانه، رمقه المدير بنظرة كانت عن ألف توبيخ.

جلس الجميع وذهب ليضع القهوة والأغراض على الطاولة، ها قد جلس وبدأ يتحدث المدير، وبينما هو يفعل ذلك، أراد بعد ركضه الشاق أن يذهب لدورة المياه فمثانته قد امتلأت، وهو يخرج بين الكراسي أصدر ضجيجًا، عبس بسببه المدير، فصوت الكراسي شوّش عليه حبل أفكاره حتى أنه صمت حتى يمرّ، وبعد أن خرج قال في نفسه محاولًا تهدئتها ستتحسّن الأمور ستتحسن الأمور، وحينما عاد كانوا قد أطفئوا الإضاءة للترحيب بالمدير بعرض صغير على الشاشة، وحينما عاد لكرسيّه جلس عليه وحركه كي يوازن المقعد فسحب سلك العارض المرئي فعمّ ظلام دامس فأخذ تنهيدة عميقة وقال في نفسه:

“ألا يا أرض ابلعي ما عليكي”

مراجعة مسلسل أرض النفاق 💊

مسعود عامل إنارة ذو حياة بائسة، هندام متواضع ودخل ضعيف، تضربه الحياة من كل جانب، حتّى اسم عائلته لم يتركه في حال سبيله، خلافات منزلية وأخرى خارجها، يمشي ويجرّ الهمّ خلفه، تقاطعت طُرقه مع شخص يُقيم تجاربه على البشر، ليقوم بإعطائه حبوب أخلاقيّة تقوم بتغيير حياته وِفقًا لمُسمّى الحبّة ليبدأ مفعولها بعد أوّل عطسة.

فكرة المسلسل لوحدها جذّابة، وأداء محمد هنيدي رائع جدًا بل مُذهل، يستطيع جعل الأشياء البسيطة مضحكة جدّا، يقوم بدوره كامل قدرته وتعابيره، استمتعت جدًا بفكرة المسلسل، فكرته هو أنه بين حلقة وأخرى يقوم المدعو مسعود بتناول حبّة مُعيّنة تقوم بتغيير حياته وِفقًا لنوع الحبّبة نفسه، كحبّة النفاق، الحظ السعيد أو التعيس، المروءة واصراحة وغير ذلك.

مسلسل كوميدي من 30 حلقة يتناول مُختلف المشاكل الحياتية بقالب فُكاهي وجميل، رسالة تُطرح بأخف روح ممكنة، الجميل في المسلسل هو الشخصيّات، لكل منهم ما يميّزه عن الآخر، لكل منهم طريقته في جعلك تبتسم، شخصيّات رائعة جدًا، لكل واحدة منهم حدود معيّنة لا يتجاوزونها كي لا تُصبح شخصيّات مبالغ فيها.

حلقات ممتعة ومختلفة ومتنوعة الأفكار والطرح، لم تكن لي نيّة لمشاهدته لكون أغلب المسلسلات العربية الحالية لا تجذب، ولكن مع مشاهدتي للحلقة الأولى، هلّت البقيّة تِباعًا، فلم أجد نفسي إلّا وقد وصلت للحلقة الخيرة، الحلقة الأخيرة لم تحمل طابع الحلقة الأخيرة الذي اعتدناه وهذا ما أثار دهشتي، توقعتها أن تكون أفضل. 

أنصح مُحبي الأفلام المصرية والعربية، إعطاء هذا المسلسل الرائع والمُضحك، استمتعت به جدًا جدًا، أدعوكم للفُرجة والضحك.

موجود على نتفلكس

8/10 ⭐️

الدليل الشامل لسنة الامتياز 👨🏻‍⚕️

shutterstock_563437186 (1)

 

[ جناح 43 ]

فيما يلي سأتحدث عن رحلتي في سنة الامتياز كاملة وبأدقّ التفاصيل، سأحاول التحدّث عن تجربتي الكاملة وبصورة بسيطة على أمل بأن لا تكون بالقصيرةِ المُخلّة ولا بالطويلةِ المُملة، سآخذ من كل بستان زهرة ومن كل بحر قطرة، سأتحدّث عن قصّتي وتجاربي، سأذكر بعض النصائح المهمة، سأخوض معكم الأسئلة والأجوبة لكل من هو مُقبل على مرحلة الامتياز أو من يُمارسها حاليًا ، سأتحدّث بإذن الله عن ما يؤرق مضجع الجميع، اختبار الهيئة وطريقة الإعداد له والترتيب وعن كل شيء يدور حوله، كما سأخوض الغِمار وأقف إلى جانبكم بعد أن تجتازوا اختبار الهيئة – بإذن الله – وأقدم لكم كل ما يتعلّق بالمُقابلات الشخصيّة والسيرة الذاتيّة، سأضع بين أيديكم جميع الأسئلة الممكنة، قُرابة المئة وعشرون سؤال وجواب، ستجدون كل شيء مُوضح في قسمه، سيكون الحديث عن الامتياز بشكل مُبسّط وشامل، سأضع سنة كاملة بين أيديكم وفي سطور، فأنا بطلُ قصّتي وأنت بطل قصّتك، هدفي الأول هو أن أساعدك في فهم ما ينتظرك، ففي حالتي وددت لو كان هنالك شخص يروي حكايته حتى أتكئ عليها وتُعينني، ها أنا أترك هذه الرسالة لأكتافكم مُتكأً، بإذن الله سيُفيد كلامي الجميع “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.”

 

للإطّلاع على الملف، الرجاء النقر على الرابط في الأسفل

دليل الامتياز الشامل

مراجعة مسلسل Don’t F**k With Cats 🐈

قصّة غريبة، وتزداد غرابة عندما فتح أحد موظفي الاستقبال الصندوق الذي يقطر دمًا، أمام عتبة مقرّ عمله، مجموعة من مُحبي الحيوانات يقومون بمُطاردة أحد العقول المضطربة والعبقرية بعدما قام برفع رابط على الانترنت ليُحدث جلبة آنذاك، ليبدؤا بمُلاحقته إلكترونيًا كالمسعورين، مسلسل وثائقي لقصّة حقيقية انطلقت عندما كُسرت القاعدة رقم صفر.

بدأت القصّة ورحلة المطاردة عبر الانترنت عندما فتح عدد من مُحبي الحيوانات الأليفة رابطًا كان قد انتشّر مؤخرًا، ورؤا مالم يتوقّعوا رؤيته، ليُقرّروا حينها مطاردة هذا الشخص، عقولٌ سويّة تُطارد عقليّة مُضطربة، مُطاردة الكترونية، تعقّب خلف الشاشة، يركضون مسعورين خلف الصور ويلهثون وراء المقاطع، هو يتحدّاهم بأن يجدوه وهم خلفه وعنوانهم الوحيد لا تعبث مع القطط.

الانترنت عبارة عن عدّة عوالم وقد ينطبق عليه وصف المجرّة -مجازًا- عوالم شاسعة، مواضيع عدّة، مشاهد وافرة جميعها في أجزاء من الثانية تكون قد رُفعت ليراها من يراها من العالم أجمع، الانترنت يصعب ضبطه بالقوانين، كلّما حاولت ضبطه وُجدت ثغرة تتسرّب منها المعلومات كما الهواء والهواء لا يمكن الإمساك به واحتوائه يتطلّب جُهدًا.

تتحوّل الخربشة في يوم من الأيام إلى لوحة جميلة، الخطّ المعووج يستقيم، حَوَل العين يعتدل، الغيوم النحيلة تمتلئ، الشمس الباهتة تتوهّج، الأجساد المُربّعة تستوي، رسمة الطفل تُصبح لوحة فنّان، تفاصيل الحياة لها يدٌ في ذلك.

على الشبكة العنكبوتية بإمكانك أن تكون مجهولًا وبإمكانك أن تُظهر نفسك على العلن، بإمكانك أن تكون ما تودّه، لأنك ببساطة خلف شاشة.

مسلسل وثائقي عبارة عن ثلاث حلقات، كل حلقة قُرابة الساعة، تصوير وثائقي بطريقة الأفلام، مُختلف عن الوثائقيات التي اعتدنا عليها بعض الشيء، أعجبني ذلك، نعم لم نعتد على هذا النوع كثيرًا، ولكن جعلني أعيش معهم المُطاردة.

بداية جدًا مثالية ورائعة، تُشعرك بوجود شيء ما يستحقّ الانتظار، غير مُمل بتاتًا البتّة، في كل جُزئية شيء جديد، تطوّر جديد، تتلهّف وراء أي إشعار يصلهم، تشعر وكأنك خلفهم في المُطاردة، تُركّز معهم وتُحلل الصور والمقاطع، تتوقف وتذهب للبحث عن الفيديو الأصلي (ولكن دعني أُخبرك لا تُتعب نفسك لأنك لن تجده فقد قمت بذلك ولم أجد ولله الحمد، ولكن لم أستطع منع نفسي).

قصّة بسيطة لمُطاردة جميلة، أحسنوا في صياغة الأحداث وِفق المطاردة الالكترونية، بناء جميل ومُتسلسل، وأكثر ما أعجبني هو طرحهم للتساؤل في النهاية الذي طرحته على نفسي قبل مشاهدتي للحلقة الأخيرة، فعلًا شغل بالي كثيرًا، في القصّة العديد من الجوانب التي بإمكانك النظر إليها واستخراج منها قصص فرعية.

جولة بسيطة في أحد العقول المضطربة والعبقريّة، ترى القصّة من جهته ومن جهتهم، عيناك على الأحداث وعقلك يتفكّر، لم يتوسعوا كثيرًا في الجوانب الأخرى ولكن لامسوا سطحها وذلك كان كافيًا، ومن الاأشياء التي أعجبتني هو كيف آلت الأمور.

من الجيّد أنهم لم يعرضوا أي من المقاطع المُريعة، فقط لمحات.

8/10 ⭐️

مراجعة مسلسل Band of Brothers 💂🏻‍♀️

في تلك الحقبة من الزمان عندما كانت جثث البشر ترقد جنبا إلى جنب مع جثث المواشي والحيوانات ، اختلطت أحشائهم واندمجت رائحتهم

‏لا تكاد ترى مانوع تلك الأرض وما لونها وماشكلها من كثرة الجثث الملقاة عليها ، عندما ترى القصور الشاهقة والتي بُنيت من الموتى

فأنت تعيش في رهبة وخوف وليس في عقلك إلا سؤال واحد متى سيحين دوري ؟ ترى زملائك منذ اليوم الأول في التدريبات وحتى نهاية المهمة

‏منهم من نجا ومنهم من أصيب ومنهم من مات. لاتخلو أجسادهم من ندبة أو بتر أو حتى عرج أبدي، خلف كل إصابة حكاية تّكتب باللون الأحمر في كتب التاريخ

تلك هي الحرب. مسلسل قصير تدور أحداثه في الحرب العالمية الثانية مكون من ١٠ حلقات كل حلقة ما يقارب الساعة ، جسد المسلسل بشكل درامي

فصيلة Easy Company المعنية بالتدخلات التكتيكية وهي جزء من فوج المشاة المظلي بدءًا من تدريبات القفز بأمريكا وحتى استسلام اليابان ونهاية الحرب

يتخللها عمليات في أوروبا مثل بلجيكا وفرنسا وهولندا والإستيلاء على عش النسر في ألمانيا. الأحداث المصورة تستند على مقابلات المحاربين القدامى

ففي مقدمة كل حلقة شخصيات تروي حكايتها ومن ثم تتوسع في الحلقة وعند نهاية الحلقة يذكر آخر المستجدات ولا يُفصح عن هذه الأسماء إلا عند النهاية

تقريبا في كل حلقة يُسلط الضوء على شخصية واحدة أكثر من غيرها. لن تجد عمل حربي أضخم من هذا العمل ، مواقع التصوير ودمج الأصوات والمؤثرات

جميعها احترافيه بلا أي خطأ ، عمل ضخم وجبّار وإخراج يليق بهذا العمل ، تصوير الحروب المختلفة والمتكررة مشوّق ومثير من تفجيرات وإصابات وجروح

اهتموا حتى بأبسط الأمور. ميزانية المسلسل ١٢٥ مليون أي ما يقارب ١٢ مليون لكل حلقة واستغرق التصوير ١٠ أشهر ، الدقة التاريخية كانت مُلفتة

من أسلحة وملابس وأواني وغيرها ، قرأت مراجعات لأناس كبار في السن يتحدثون وكأن المسلسل فعلا جسد حياتهم ومعاناتهم في ذلك الوقت.

ولكن كقصة لم تكن مثيرة جداً كانت أشبه بسرد للأحداث الحاصلة فقط بمعنى أنك لا تتحمس لرؤية الحلقة اللتي تليها

هذا لا يسقط من المسلسل لأنه يجسد واقع وقصة حصلت.

قصّتي في الجامعة وحكايتي مع الطب 📓

image

فيما يلي سأتحدث عن قصّتي في الجامعة وحكايتي مع تخصص الطب ، سأحاول التحدّث عن تجربتي الكاملة وبصورة بسيطة على أمل بأن لا تكون بالقصيرةِ المُخلّة ولا بالطويلةِ المُملة ، سآخذ من كل بستان زهرة ومن كل بحر قطرة ، سأتحدّث عن قصّتي وتجاربي ، سأذكر بعض النصائح المهمة ، سأخوض معكم الأسئلة والأجوبة لكل من هو مُقبل على المرحلة الجامعية ولكل من هو يدرس في الجامعة أو الطب حاليًا ، كما سأتكلم بشكل خاص لطلّاب وطالبات جامعة المعرفة عن سنوات الطب وما فيها من مواد واختبارات ، سيكون الحديث عنها بشكل مُبسّط وشامل ، سأضع 8 سنوات من حياتي بين يديكم ، فأنا بطلُ قصّتي وأنت بطل قصّتك ، هدفي الأول هو أن أساعدك في فهم ما ينتظرك ، ففي حالتي وددت لو كان هنالك شخص يروي حكايته حتى أتكئ عليها وتُعينني ، ها أنا أترك هذه الرسالة لأكتافكم مُتكأً ، فمن شخصٍ كان يستند على غيره في أيامه الأولى حتى أصبحت مُستندًا لغيري في أيامهم الأولى والأخيرة ، كلامي سيٌفيد الجميع بإذن الله ولكن بشكل خاص سيكون أكثر فائدة واسترسال لطلبة الطب أو من يُفكر بهذا التخصص ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

 لقراءة المُحتوى ، قم بتحميل وتصفّح الملف المُرفق

قصّتي في الجامعة وحكايتي مع الطب